في مشهد يجسد الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، تعاون المسلمون والمسيحيون في مدينة بني سويف للسيطرة على حريق هائل اندلع في مطرانية السيدة العذراء بوسط المدينة.
اندلع الحريق في ساعة متأخرة من مساء اليوم الأول من سبتمبر، مما أثار قلق سكان المنطقة الذين سارعوا للاتصال بقوات الدفاع المدني. لكن قبل وصول فرق الإطفاء، تجمعت مجموعات كبيرة من المواطنين، من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، لمواجهة ألسنة النيران التي تهدد الكنيسة التاريخية.
المشهد كان مليئًا بالمشاعر، حيث شوهد المسلمون وهم يساعدون جيرانهم المسيحيين في إخلاء محتويات المطرانية وحماية الرموز الدينية. كما قام الشباب المسلمون بتشكيل سلسلة بشرية حول الكنيسة، مانعين أي شخص من الاقتراب من النيران المشتعلة.
وصرح أحد شهود العيان بأن هذا الموقف البطولي يعكس روح الوحدة الوطنية التي لطالما تميز بها الشعب المصري، مؤكدًا أن الجميع نسى اختلافاته الدينية وركز فقط على هدف واحد وهو إنقاذ الكنيسة.
وقد وصلت قوات الإطفاء بعد ذلك بوقت قصير وتمكنت من السيطرة على الحريق بعد جهود كبيرة، وقد أسفر الحريق عن أضرار مادية جسيمة لكن دون وقوع خسائر في الأرواح.
وقال مصدر كنسي إن السبب المحتمل للحريق هو ماس كهربائي، مشيرًا إلى أن الحريق دمر أجزاء كبيرة من المبنى وألحق أضرارًا بالغة بالعديد من الأيقونات والمقتنيات الثمينة. وأضاف أن الكنيسة ستحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة ترميمها.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث يأتي في وقت يشهد فيه المجتمع المصري تحديات عديدة، لكنه يبرز في الوقت ذاته قدرة الشعب على التلاحم والتكاتف في وجه الأزمات.